هل الصيام المتقطع مستلهم من الصيام الإسلامي؟ وما مزاياه وعيوبه؟

هل الصيام المتقطع مستلهم من الصيام الإسلامي

كتبت سارة سعيد

يعد الصيام المتقطع أحد أساليب الحمية الغذائية الشائعة في الوقت الحالي ويحظى بشعبية متزايدة حول العالم، حيث يقوم المتبعون بالامتناع عن تناول الطعام لفترات زمنية محددة، ويتناولون وجبات غذائية في فترات أخرى.  فما علاقته بالصيام الإسلامي وما مزاياه وعيوبه ؟

دعونا نجد إجابات لهذه الأسئلة في هذا المقال لنقف على حقيقة ما أشارت إليه الدراسات إلى أن له تأثيراً إيجابياً على الصحة العامة والعديد من الوظائف الحيوية، بما في ذلك الذاكرة. لكن في البداية لنتعرف على الصيام المتقطع وأنماطه.

الصيام المتقطع هو نموذج غذائي يعتمد على تناول الطعام خلال فترة زمنية محددة والامتناع عن تناول الطعام خلال فترة زمنية أخرى. ويتم تحديد وقت الصيام ووقت الأكل وفقاً لهدفك من اتباعه وأسلوب حياتك. 

الصيام المتقطع ليس اختراعًا حديثًا وقد تم ممارسته لأسباب دينية وثقافية لعدة قرون في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك العالم العربي. لا يرجع تاريخه إلى شخص أو مجموعة معينة حيث كان جزءًا من تاريخ الإنسان لفترة طويلة. ومع ذلك، فقد قام المجتمع العلمي في السنوات الأخيرة بإجراء البحوث حول الفوائد الصحية للصيام المتقطع وشُعب استخدامه كنهج غذائي.

هناك العديد من أنماط الصيام المتقطع، ومن أشهرها:

  1.  صيام 16 ساعة: وهو الصيام الذي يقضي بتناول الطعام خلال فترة 8 ساعات والامتناع عن تناول الطعام خلال الفترة المتبقية من الـ 24 ساعة.
  2. صيام 24 ساعة: وهو الصيام الذي يقضي بالامتناع عن تناول الطعام لمدة 24 ساعة، مرة واحدة في الأسبوع.
  3. صيام اليومين: وهو الصيام الذي يقضي بتناول الطعام بشكل طبيعي لمدة 5 أيام في الأسبوع، والصيام لمدة يومين في الأسبوع.

هل الصيام المتقطع مستوحى من الصيام الإسلامي أم لا؟

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يثير الصيام المتقطع العديد من التساؤلات حول العلاقة بينه وبين الصيام الإسلامي وذلك لأن الصيام المتقطع من أحد النظم الغذائية التي اكتسبت شهرة في السنوات الأخيرة مما خلق الربط بينه وبين الصيام الإسلامي. وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات في النظام الغذائي بين الصيام الإسلامي والصيام المتقطع، إلا أنهما يشتركان في الأساس بعدد من الجوانب، مثل تقليل فترات الأكل والامتناع عن تناول الطعام لفترات زمنية محددة وهذا قد يوحي بأن الصيام المتقطع مستوحى من الصيام الإسلامي.

تتشابه فوائد الصيام المتقطع والصيام الإسلامي في العديد من المجالات، بما في ذلك الصحة العامة، وتخفيف الوزن، وتحسين الوظائف الحيوية في الجسم، وتحسين الصحة النفسية.  ومن المعروف أن الصيام في الإسلام يتميز بالمرونة والتكيف مع احتياجات الجسم والظروف المحيطة، حيث يتم السماح بالتعديل في فترات الصيام وتأجيلها في حالة الحاجة، وهو ما يشكل أحد العوامل التي تجعل الصيام الإسلامي متناسبًا مع الصيام المتقطع. كما يشار إلى أن الصيام في الإسلام ليس فقط صومًا للطعام والشراب، ولكنه يتطلب أيضًا صيام اللسان والأفكار السيئة والتركيز على التقرب من الله. فالصيام في الإسلام له أبعاد دينية وروحانية، ويشجع المؤمنين على تحقيق الصبر والتحمل والتقرب إلى الله، وهذه الجوانب يمكن استخدامها لتعزيز الانضباط الذاتي والعزيمة لتحمل الصيام المتقطع.

مزايا الصيام المتقطع:

مع تطور الأبحاث العلمية حول الصيام المتقطع، تبين أن هناك العديد من الفوائد الصحية المحتملة لهذا النظام الغذائي، مثل تقليل مستويات السكر في الدم وتحسين الذاكرة وزيادة الطاقة. فالصيام المتقطع أسلوباً فعالاً لإنقاص الوزن وتحسين صحة الجسم، كما أنه يعزز صحة الجهاز الهضمي ويحسن مستويات الكوليسترول والسكر في الدم. ومع ذلك، يجب على الأفراد تناول الأطعمة الصحية وتجنب التفريط في تناول الأطعمة خلال فترة الأكل، لتجنب تأثير الصيام المتقطع على الصحة العامة.

ومن أبرز مزايا المتفق عليها:

  1.  فقدان الوزن: يعتبر الصيام المتقطع من الطرق الفعالة لفقدان الوزن، حيث يساعد على زيادة معدل الأيض وحرق الدهون ووجدت دراسة نشرت في مجلة الصحة العالمية أن الصيام المتقطع قد يساعد على تقليل الوزن بنسبة 3-8% خلال فترة 3-24 أسابيع.
  2. تحسين صحة القلب: يمكن للصيام المتقطع أن يخفض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، مما يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
  3. تحسين وظائف الدماغ: يعتقد البعض أن الصيام المتقطع يحسن وظائف الدماغ والذاكرة، ويساعد على الحفاظ على الوظائف العقلية الصحية.
  4.  تحسين نمط النوم: يمكن للصيام المتقطع أن يحسن نوعية النوم، حيث يعمل على تنظيم الساعة البيولوجية للجسم وزيادة إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم.
  5.  تحسين صحة الجهاز الهضمي: يعتبر الصيام المتقطع فترات استراحة للجهاز الهضمي، مما يساعد على تحسين صحة الأمعاء وتخفيف الالتهابات.

أما عن أبرز عيوبه:

  1.  الشعور بالجوع: يمكن أن يشعر المتبعون للصيام المتقطع بالجوع خلال فترات الصيام، مما يجعلهم يشعرون بالضعف والتعب.
  2. الإصابة بالصداع: قد يعاني بعض الأشخاص المتبعون للصيام المتقطع من الصداع، وذلك بسبب تقلبات مستويات السكر في الدم.
  3. عدم مناسبته لبعض الأشخاص: قد لا يكون الصيام المتقطع مناسباً لبعض الأشخاص مثل الحوامل، المصابين بأمراض القلب، السكري، وأمراض الغدة الدرقية.
  4. الإفراط في تناول الطعام: يمكن لبعض المتبعين للصيام المتقطع الإفراط في تناول الطعام أثناء فترات الأكل، مما يتسبب في زيادة الوزن.
  5. عدم الالتزام بالصيام: يمكن لبعض المتبعين للصيام المتقطع عدم الالتزام بالصيام بشكل منتظم، مما يتسبب في فشل النظام الغذائي وعدم استفادتهم من الفوائد المحتملة للصيام المتقطع.

يمكن تلخيص القول بإن الصيام المتقطع يحتوي على مميزات وعيوب محتملة، ويجب على المهتمين بتجربة هذا النظام الغذائي الاستشارة بالطبيب أولاً، والتأكد من ملاءمته لحالتهم الصحية وحياتهم اليومية خاصةً لأولئك الذين يعانون من الأمراض المزمنة أو يتناولون الأدوية بشكل دائم. كما يجب أيضاً الالتزام بتناول وجبات صحية ومتوازنة خلال فترات الأكل، والتقيد بالمبادئ الغذائية السليمة.

وفي النهاية، يجب الإشارة إلى أن الصيام المتقطع قد يكون مناسبًا لبعض الأشخاص وقد لا يكون مناسبًا للآخرين، ويجب استشارة الطبيب قبل بدء أي نظام غذائي جديد. وعلاوة على ذلك، ينبغي عدم التخلي عن تناول الأطعمة الصحية والمتوازنة وشرب الماء بانتظام، حتى لا يؤثر الصيام المتقطع على صحة الجسم بشكل سلبي. ويمكن الاستفادة من بعض النصائح والإرشادات للتعامل مع الشعور بالجوع والعطش أثناء الصيام المتقطع، والتي يمكن العثور عليها في المصادر الموثوقة على الإنترنت أو من خلال استشارة الخبراء في الصحة والتغذية.

المراجع:

الزوار شاهدوا أيضاً