أكبر ذنب عند الله
كلنا ندرك بأن الزنا وعلاقات الرجل بالمرأة دون زواج يعتبران من أكبر الذنوب والكبائر عند الله تعالى، وندرك جيدًا مدى عظمة هذا الذنب، الذي ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة النور. ولكن اليوم، نريد أن نتحدث عن ما هو أكبر عند الله من الزنا، والذي يقوم به الكثيرون.
في إحدى المواقف التي رواها القرآن الكريم، توجهت امرأة تائبة إلى النبي موسى عليه السلام، وأخبرته أنها قد ارتكبت زناً وأنها حملت من ذلك الفعل الخطير، وبعد أن وضعت طفلها قامت بقتله. فرد عليها النبي موسى عليه السلام قائلًا: "إن هذا العمل العظيم الذي قمت به يجب أن تتوبي عنه فورًا، وتغادري هذا المكان قبل أن ينزل علينا الله تعالى نارًا من السماء بسبب هذا الجرم الكبير".
وفيما بعد، أرسل الله عز وجل ملكًا من السماء إلى النبي موسى عليه السلام، وسأله عما فعل بتلك المرأة التائبة، فقال له: "هل وجدت أفاجر من هذه المرأة؟"، فتعجب النبي موسى وقال: "من يكون أفاجر منها؟". فأجاب الملك: "تارك الصلاة عمدًا ومتعمدًا، فإن عمله هو الأكبر من عمل تلك المرأة".
وقد صحح رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الخطأ الشائع في الناس، وأكد على أن ترك الصلاة هو من أكبر الذنوب
فالأفضل تجنب الزنا والاقتداء بالمرأة التائبة التي ارتكبت هذا العمل العظيم، ولكن في الوقت نفسه يجب علينا ألا نغفل عن أهمية الصلاة وأنها من أعظم العبادات التي نقوم بها، والترك المتعمد للصلاة هو أكبر من الزنا في عين الله تعالى. لذلك يجب علينا الحرص على أداء الصلاة في أوقاتها المحددة وعدم تركها عمداً، والتوبة والاستغفار إذا تركناها من غير عذر مقبول.
ويجب علينا أيضاً تذكير الناس بأن الصلاة هي ركن من أركان الإسلام، وأنها تمثل الاتصال الروحي بين العبد وربه، وتشكل قوة دافعة للإنسان لتجنب الذنوب والمعاصي، وتحقق له السكينة والطمأنينة والقرب من الله تعالى.
وأخيراً، يجب أن نتذكر أن الله تعالى هو الرحمن الرحيم والغفور الرحيم، وأنه يقبل توبة العبد المذنب ويغفر له، إذا تاب صادقاً وعمل بما يرضي الله تعالى. لذلك فلنتوب جميعاً إلى الله تعالى ونستغفره، ونعمل بما يرضيه لنحقق رضاه وننعم بخيراته في الدنيا والآخرة.